سورة فاطر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فاطر)


        


{فَذُوقُواْ} يحتمل وجهين
أحدهما: حسرة الندم.
الثاني: عذاب جهنم.
قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْض} قال قتادة خلفاً بعد خلف قرناً بعد قرن، والخلف هو الثاني للمتقدم، ولذلك قيل لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة الله، فقال لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا راضٍ بذلك. وقال بعد السلف إنما يستخلف من يغيب أو يموت، والله تعالى لا يغيب ولا يموت.
{فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ} أي فعليه عقاب كفره

قوله عز وجل: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دَونِ اللَّهِ} فيه وجهان:
أحدهما: شركاءكم في الأموال التي جعلتم لهم قسطاً منها الأوثان.
الثاني: الذين أشركتموهم في العبادة.


{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأَرْضِ} قاله السدي يعني في الأرض
{أَمْ لَهُمْ شرْكٌ فِي السَّموَاتِ} حتى صاروا شركاء في خلقها
{أَمْ ءَآتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنهُ} فيه ثلاثة أوجه
أحدها: أم أنزلنا عليهم كتاباً بأن لله تعالى شركاء من الملائكة والأصنام فيهم مستمسكون به، وهذا قول ابن زياد.
الثاني: أم أنزلنا عليهم كتاباً بأن الله لا يعذبهم على كفرهم فهم واثقون به، وهو معنى قول الكلبي.
{بَلْ إن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إلاَّ غُرُوراً} فيه وجهان
أحدهما: وعدوهم بأن الملائكة يشفعون.
الثاني: وعدوهم بأنهم ينصرون عليهم.


قوله عز وجل: {وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} هم قريش أقسموا قبل أن يبعث الله تعلى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، فلعنوا من كذب نبيه منهم، وحلفوا بالله جل اسمه يميناً.
{لَئِن جَآءَهُم نَذِيرٌ} أي نبي
{لَّيَكُوننَّ أَهْدَى مِنْ إحْدَى الأُمَمْ} يعني ممن كذب الرسل من أهل الكتاب
{فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم
{مَّا زَادَهُمْ إلاَّ نُفُوراً} فيه وجهان
أحدهما: نفوراً عن الرسول.
الثاني: نفوراً عن الحق.

قوله عز وجل: {اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ} فيه وجهان:
أحدهما: استكباراً عن عبادة الله، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: استكباراً بمعاصي الله، وهذا قول متأخر.

{وَمَكْرَ السَّيِّئ} فيه وجهان
أحدهما: الشرك بالله، قاله يحيى.
الثاني: أنه المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه كما قال تعالى: {وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] الآية.
{وَلاَ يَحِيقُ الْمُكْرُ السَّيِّئ إلاَّ بِأَهْلِهِ} فيه وجهان
أحدهما: قاله الكلبي، يحيق بمعنى يحيط.
الثاني: قاله قطرب، يحيق بمعنى ينزل، وأنشد قول الشاعر:
وقد دفعوا المنية فاستقلت *** ذراعاً بعدما كادت تحيقُ
قال فعاد ذلك عليهم بقتلهم يوم بدر
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ} يعني سنة الله في الأولين، وفيها وجهان
أحدهما: نزول العذاب بهم عند إصرارهم في التكذيب.
الثاني: لا تقبل منهم التوبة عند نزول العذاب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6